الأحد، 27 يناير 2013

المكان بخفة - جرجا

 وجب التنويه: العنوان مسروق من عنوان ديوان لشاعر اسمه عماد غزالي. عنوان الديوان شدني أكتر من الديوان نفسه وهو اللي أوحالي بفكرة سلسلة التدوينات دي.. عموماً ده لينك الديوان على جودريدز لو كنت بتدور عليه وحظك جابك هنا بالغلط.

عموماً دي التدوينة الأولى من سلسلة تدوينات عن كل الأماكن اللي عشت فيها ممكن تعتبرها خواطر أو مقال بشكل ما أو حتى دليل سياحي قصير فاخر.


جرجا

كان من العدل إن الواحد يبدأ بالترتيب. المكان اللي اتولد كاتب التدوينة دي فيه مدينة في نص الخريطة كدة بتتوسط محافظة سوهاج -أفقر محافظة فيكي يا بلد- كان يا ما كان من زمان جداً البلد دي مهمة كحاضرة ثقافية وفي فترة من فترات مصر كانت جرجا -امتياز الصعيد- يعني بيقعد فيها المملوك المسئول عن حكم الصعيد كله وكان يا ما كان لجرجا تاريخ في بيع العطارة والأعشاب والأخشاب والأقمشة وكانت مديرية جرجا بتمتد شمالاً من نص محافظة أسيوط لغاية أواخر قنا جنوباً قبل ما تتقسم مصر لمحافظات وقبل نقل مركز المحافظة لقرية سوهاي الموضوع كان كبير.. كان بقى.

الحاضر بقى .. جرجا مدينة لطيفة بس من النوع الطارد عموماً للسكان .. متوسطة الحجم مش كبيرة تتوه فيها ومش صغيرة تعرف كل اللي فيها .. مش واسعة لدرجة إنك تبقى مكتفي بوجودك فيها عن ما عداها من مدن ومش ضيقة بحيث إن خروجك عنها يبقى إلزامي .. مدينة لطيفة يعني.

الشعب الجرجاني الحبيب: بالمناسبة على عكس الشائع جداً يسمى الفرد المواطن من جرجا الجرجاني مش الجرجاوي لأسباب لها علاقة باللغة بس بصراحة مش عارفها..
عموماً هو كائن طحنه الفقر وعملت فيه الحكومة الأفاعيل السودة المنيلة بستين نيلة.كان بيمتاز بالكرم وعزة النفس أيام ما كان للكلمات دي سند مالي وقانوني 
أما من حيث التدين فقد كان المواطن من جرجا صوفي بطبعه منذ الفتح الإسلامي لمصر ومن اللطيف أن كنيسة جرجا الأرثوذوكسية [الكاتدرائية يعني] من أكبر كنائس مصر والعالم عموماً بم إن إحنا عندنا بابوية أرثوذوكسية لوحدها فمصر :] إذ أن الكنيسة اللي في جرجا تعتبر التانية مباشرة بعد مامتها الإسكندرانية وبينافسها الكنايس الأكبر حجماً وأقل تاريخاً في الأقصر ونجع حمادي .. نرجع لحتة صوفي .. زي ما قلنا كان المواطن المسلم من جرجا صوفي بطبعه .. وزي ما بقول كان .. من أيام قنوات الإسلام السلفي اختفت جميع مظاهر التصوف من جرجا تقريباً ليحل محلها النقاب واللحى الطويلة ذات الشفاه الزلبطة بعد ما كان الشنب رمز الرجولة والهري ده.

أماكن التسنكح إذا أردت السنكحة في جرجا: متحاولش ..طيب ولو كنت مش هحاول أومال الشباب من قاطني المدينة بيتنيلوا يعملوا إيه؟
زي أي منطقة من المناطق الفقيرة في القاهرة .. الشباب قدامه حل من تلاتة 1- اللجوء لأقرب منطقة نضيفة ألا وهي مدينة سوهاج
2- التسنكح على ناصية الشارع مع سيجارة حشيش طول الليل 3-التسنكح في الأماكن المتاحة صالات الأفراح اللي بتحط تربيزات في الأيام العجاف من مبدأ السبوبة-محلات البلايستيشن الرخيصة[بغباء]-نوادي بنفس الرخص وهبها الله موقع جغرافي مميز على النيل بس لكن مفيش أي مميزات تانية

أماكن السكر والعربدة: لا يوجد في جرجا غير محل خمور واحد وعلى استحياء بيفتح نص باب المحل وغالباً معندهوش غير بيرة 

أماكن بيع ومطالعة الكتب: لأن القراءة للجميع والهري ده فجرجا فيها عدد 2 كشك جرايد .. أه والله رغم تعداد المدينة اللي ممكن يكون أكبر من محافظات مصرية أو دول عربية مجاورة إلا إن محدش بيقرا من الأجيال الجديدة خصوصاً .. كان في مكتبة عامة في أفقر مناطق جرجا فاكر إني رحتها أيام ثانوي كانت الموظفة بتيجي أيام التفتيش وباقي الأيام لوجت بتقعد ساعتين وعموماً الكتب اللي هناك من كمية التراب اللي كانت عليها معتقدش إن حد بيلمسها أساساً




هناك تعليق واحد:

mohamed Gebril يقول...

جرجانى ,,,,

ايام ما كان للكرم و عزة النفس سند مالى و قانونى ,,,, دى بقا جامده فشخ