الإيدين .. بصراحة عندي مشكلة معاها؛ مع إني أرسمها بالتحديد، رغم أهميتها الشديدة عالأقل بالنسبالي فأنا كل اللي بعرف أعمله إني أمسك قلم في إيدي أرسم بيه ورغم كدة مبقدرهاش كفاية إني أرسمها عدل .. بصراحة أنا بحاول بس دايماً بتبقى أسوء حاجة في رسوماتي ولذلك كتبت الموضوع ده كنوع من التودد لحضرة جناب الإيدين علشان تترسم عدل.
هو عموماً الإنسان بيحترم الإيدين من ساعة أجدادنا البرمائيات والزواحف لما اكتشفوا إن الإيد مش بس معمولة علشان يمشوا عليها لأ كمان وممكن تمسك بيها زلطة تكسر بيها أو عصاية تتخانق بيها والكائنات الحية كل مالها ما بتبين لإيديها إنها بتحترمها وتقدرها بداية من إنهم بعدوها خالص عن لأرض وقربوها لدماغهم فوق نهاية بإن أنثى الانسان بقت بتحوش فيها شقى عمرها متمثلاً في خمستاشر كيلو دهب من صوابعها لكوعها، مرروراً بإنه جاب سيرتها في أغاني وأفلام اتسمت عليها إلى أن وصل لقمة تقديره للإيدين بإنه بقى بيعبر عن أعز ما يملك بصباعه الوسطاني.
الإيدين .. بلغ تقدير الإنسان المعاصر لاحترام جمال الإيدين إنه يحقد على اللي إيده حلوة ويقول عليه طري ويكره اللي إيده وحشة ويقول عليه بجم وجبلة بل ومن فرط حبه للإيدين حس بالذنب تجاه الرجلين فيما تمثل بالفيتيش المشهور عند ذكور الانسان تجاه رجلين الستات منه.
ومن فرط حب الإنسان المعاصر للإيدين إنه سمى أسامي كتير على أسامي أجزاء من الإيدين مثلاً بنان والعاضد والزند ..
نيجي للزند مثلاً ..
ز ن د : الزَّنْدُ موصل طرف الذراع في الكف وهما زندان الكوع والكرسوع .. المعجم: مختار الصحاح
بغض النظر إني دكتور ومعرفش إيه الكرسوع ده لمؤاخذة إلا إن الزند ده بالذات راجل فلة من الناس القليلة اللي أثبتت فشل نظرية عدو عدو صديقي لتصبح "عدو عدوي ابن كلب برضه" لا ينافسه في الموضوع ده غير سيد البدوي اللي خد ضربه ب"كف" على قفاه .. شايفين الإيد مهمة إزاي؟...
مش عارف لو جالنا كائن حي فضائي وشاف كتر استخدامنا للإيدين وخصوصاً كشعوب بحر متوسط بنعبر عن مشاعرنا بإيدينا أكتر من اللازم يعني هل مثلاً هيقدر بعقليته العظيمة اللي وصلته إنه يكتشف كوكبنا إن علامة السلام في كل بلاد العالم معناها الحي السابع عندنا .. كم أنت عظيمة أيتها الإيدين ..
مما يحز في نفسي بقى إن إيد المصري مبقتش محترمة زي زمان .. مازالت الناس بتحاول تقلد صور أجدادنا الفراعنة ويقفوا الوقفة المميزة بمواضع الإيدين دي .. ورغم كدة الإخوان كسفونا ومبقوشيعملوا حاجة إلا يمدوا إيديهم لكل من هب ودب وياريت ده جي بفايدة.